دكتور محمد السباعي يكتب عما اضاعته مصر فلم تجده في زمن الكرونا


دكتور محمد السباعي يكتب عما اضاعته مصر فلم تجده في زمن الكرونا


أضاعت مصر كل هذه الأشياء فلم تجدها حينما احتاجت إليها فى مواجهة الوباء العالمى بفيروس كرونا ولن تجدها فى أى كارثة قادمة..

1...الأخلاق ...عملت على تدنى الأخلاق للشعب على مدار سنوات طويلة من نشر المسلسلات الهابطة و ملئ القنوات بالراقصات والساقطات وأعطتهم ملايين الجنيهات و وصفتهم بالنجوم والفنانين و تركت العلماء ففسد الشعب وضاعت أخلاقه فوجدنا فى ظل الأزمة التجار يرفعون الأسعار أضعافا مضاعفة للربح والكسب فتضاعف سعر الكمامة من نصف ج ل 10 ج و مازال فى زيادة وارتفع سعر زجاجة الكحول من 7 ل 30 ج .

2...الوعى....قامت بتجريف منابع الوعى والفهم لدى الشعب عن طريق توصيل السفهاء من أهل الثقة لديها للمناصب العامة و استخدام إعلام ساذج و مخزى واستضافت القنوات للساقطين والجهلة و تركت الصفوة و الأساتذة والعلماء فأنتجت شعب بلا وعى ولا فهم ولا إدراك يسقط أمام أضعف الإختبارات ...

3...الأطباء والكوادر الطبية...عملت على تدنى القدرات العلمية للكوادر الطبية وعدم رفع كفائتهم لمواجهة الظروف الطارئة و كذلك جعل راتب الطبيب يقل أو يزيد قليلا عن 2000 ج و طبيب الأمتياز 180 ج شهريا والتمريض 1500 ج و بدل العدوة شهريا 19 ج فترك الأطباء والتمريض مستشفياتهم العامة و ذهبوا للعمل فى المستشفيات الخاصة والعيادات لتوفير لقمة العيش لهم و لأولادهم فتجد طبيبا يعمل ما بين 12 ل 16 ساعة يوميا لكى يعيش ، و هجر عشرات الالاف منهم البلاد بحثا عن لقمة عيش ضاعت فى بلده فلما جاءت الأزمة طالبت التمريض والأطباء والأطقم الطبية بالتضحية وهم أصلا ضحية منذ زمن. 

4...المدرسين والعلماء.... أهملتهم عن طريق تدنى رواتبهم و عدم محاولة رفع كفائتهم العلمية والأدبية فأضعفت قدراتهم العلمية على تقديم المعلومة و مساعدتهم فى بناء جيل من الشباب الواعى المثقف لمساعدة الأمة فى محنتها فظهر جيل من الشواذ فكريا وعقليا و دمرت فيهم الطموح للعلم والثقافة و قتلت فيهم حب المعلم و المدرس وجعلت معلميها يهرعون للدروس الخصوصية و ترك محراب التعليم فى المدارس .

5..القدوة ....أضاعت معنى القدوة بين الأطفال والشباب والشيوخ فالقدوة لاعب كرة أو مغنى فاشل أو مطرب ساذج أو راقصة ماجنة أما القدوة من العلماء فضاعت وراحت بين الناس.

6...الشيوخ والرموز الدينية....ضيقت عليهم و منعتهم من الظهور فى القنوات والشاشات التلفزيونية و المساجد و منعت كثيرا منهم من اعتلاء المنابر بل وفى بعض الأحيان سجنتهم أو أجبرتهم على ترك البلاد فلما احتاجتهم فى الأزمة لم تجدهم فى قناة أو مسجد أو طريق لرفع الروح المعنوية للشعب و تذكيرهم بأن الأمر كله بيد الله و أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

فأن أردنا الحياة الطيبة والعيش الكريم فى وسط هذا العالم الذى يتقدم بسرعة البرق الخاطف ونحن نتأخر ونتدحرج للهاوية هو الاهتمام بهذه الست الطيبات والعمل ليلا نهارا لرفع قدرهم بكل ما أوتينا من مال وقوة ودعم و ثناء وإلا فلا وجود لنا بين الأمم فى القريب العاجل و سنصبح كمجموعة من القرود تتحرك ما بين الأشجار لجنى الثمار نهارا و النوم ليلا...

الله... العلم ...المعلم ....

و يحضرونى مقولة أحدهم
(لاتقتلوا أسودكم فتأكلكم ذئاب أعدائكم )....


تعليقات